ذكر فى كتاب مختصر منهاج القاصيدين لإبن قدامة المقدسى صفحة 15 أنه روى عن شقيق البلخى أنه قال لحاتم : قد صحبتنى مدة , فماذا تعلمت ؟ قال: ثمان مسائل :

أما الأولى : فإنى نظرت إلى الخلق , فاذا كل شخص له محبوب , فاذا وصل إلى القبر فارقه محبوبه , فجعلت محبوبى حسناتى معى فى القبر.

وأما الثانية : فإنى نظرت إلى قول الله تعالى ( ونهى النفس عن الهوى ), فأجهدتها فى دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى.

وأما الثالثة : فإنى رأيت كل من معه شئ له قيمة عنده يحفظه , ثم نظرت فى قوله سبحانه وتعالى ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق) , فكلما وقع معى شئ له قيمة , وجهته إليه ليبقى لى عنده.

وأما الرابعة : فإنى رأيت الناس يرجعون إلى المال والحسب والشرف , وليست بشئ, فنظرت إلى قوله تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) فعملت فى التقوى لأكون عنده كريما.

وأما الخامسة : فإنى رايت الناس يتحاسدون , , فنظرت إلى قوله تعالى ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم ), فتركت الحسد.

وأما الساسة : رأيتهم يتعادون , , فنظرت إلى قوله تعالى ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدو ), فتركت عدواتهم واتخذت الشيطان وحده عدوا.

وأما السابعة : رأيتهم يذلون أنفسهم فى طلب الرزق, , فنظرت إلى قوله تعالى ( وما من دابة فى الارض إلا على الله رزقها ) , فاشتغلت بما له على وتركت ما لى عنده .
وأما الثامنة : رأ يتهم متوكلين على تجارتهم وصنائعهم وصحة أبدانهم , فتوكلت على الله تعالى .