مزرعة الزيتون العضوية بدرعا تطبيقات زراعية ناجحة ونموذج متميز في الحفاظ على سلامة البيئة

من طرف **مجرد انسان** الأحد ديسمبر 12, 2010 2:11 pm

حظيت الزراعة العضوية في سورية خلال السنوات القليلة الماضية باهتمام كبير من قبل الجهات المعنية باعتبارها تعتمد بشكل أساسي على استخدام المواد العضوية في العمليات الزراعية وابتعادها عن استخدام المواد الكيميائية كالأسمدة والمبيدات والهرمونات والملونات الصناعية والإضافات الغذائية التي اظهرت الدراسات العلمية أنها من العوامل الرئيسية للإصابة بالأمراض الخطيرة كالسرطانات وأمراض القلب والمعدة وغيرها فضلاً عن دورها في الوصول إلى منتج نظيف بيئياً خال من الأثر المتبقي للمبيدات جراء عدم استخدام الأسمدة والمبيدات الزراعية والكيميائية.

وتمتلك محافظة درعا كغيرها من المحافظات السورية العديد من المحاصيل والحقول الزراعية التي تعتمد نظام الزراعة العضوية بهدف الحفاظ على البيئة وتوفير الغذاء الصحي والسليم والمحافظة على قوام وخصوبة التربة وخواصها الفيزيائية والكيميائية وحماية حياة الأعداء الحيوية والطبيعية الموجودة فيها وتقليل المخاطر التي يتعرض لها المزارعون نتيجة لاستخدام المواد السامة والمساهمة في تحسين المستوى المعيشي لهم من خلال تأمين فرص عمل جديدة.

وتشكل مزرعة الزيتون العضوية في منطقة الحزام الخضر والتي تبلغ مساحتها ألف دونم وتعود ملكيتها إلى 26 مزارعاً نموذجاً متميزاً ولوحة خضراء جميلة تتوفر فيها تطبيقات زراعية عضوية ناجحة تسهم في الحصول على منتج نظيف بيئياً.

ويشير المهندس الزراعي أحمد المسالمة المشرف على المزرعة إلى أن أشجار الزيتون مزروعة منذ عام 1985 وبقيت الطرق والأساليب الزراعية التقليدية مطبقة فيها حتى عام 2000 حيث بدا العمل بتطبيق نظام الزراعة العضوية بكل محتوياتها وعناصرها موضحاً أن العمل خلال فترة الزراعة التقليدية كان عشوائياً من حيث عمليات التسميد والمكافحة والاعتماد على المواد الكيمائية في هذا المجال إضافة إلى عدم التقيد بقواعد التقليم المناسبة إلا انه منذ عام 2000 تم الاعتماد على المواد العضوية بهدف التقليل من المخاطر الصحية الناجمة عن استخدام المبيدات والتخفيف من التلوث البيئي الناتج عن استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية إضافة إلى دورها في الحفاظ على الخواص الفيزيائية للتربة وتأمين كل العناصر الغذائية فيها بما يسهم في تحسين الإنتاجية كماً ونوعاً والوصول إلى منتج نظيف بيئياً.

ولفت إلى أن أهم الخدمات المقدمة للمزرعة تتمثل في الاعتماد على الأسمدة العضوية المخمرة ذات التكلفة الاقتصادية القليلة واستخدام المصائد الفرمونية والغذائية بأنواعها المختلفة في عمليات المكافحة موضحا انه في حالات الإصابات الحشرية المفاجئة الجائحة يمكن استخدام بعض المواد المكافحة ولكن ضمن شروط محددة ونسب قليلة من المبيدات المسموح بها حسب نظام الزراعة العضوي الأوروبي.

وبين المسالمة أن المزرعة المذكورة تخضع لفلاحات خريفية وصيفية سطحية وقليلة الارتفاع باستخدام الالات الزراعية المناسبة بهدف تطرية الأرض وتنعيمها والتخلص من الأعشاب الضارة التي تعتبر سبباً رئيسياً لظهور الحشرات وانتقالها إلى الأشجار والثمار مشيراً إلى أن عمليات تقليم الأشجار تتم وفق الشروط الفنية للشجرة وبشكل يتناسب مع مراحل إثمارها وعمرها ونموها الخضري.

وأضاف المسالمة أنه يتم سنوياً وضع خطة متكاملة لعمليات القطاف تتركز على تنفيذ العملية في المراحل والمواعيد المناسبة واتباع طرق وأساليب القطاف اليدوي واعتماد صناديق بلاستيكية مهواة لا تتجاوز سعتها 25 كيلو غراماً حرصاً على عدم رص وانضغاط الثمار والقيام بعمليات فصلها بنفس يوم القطاف إضافة إلى اعتماد معصرة خاصة مجهزة بساعات ضغط وأجهزة قياس للحرارة والرطوبة بحيث تراعى فيها الشروط الفنية المتوافقة مع نظام الزراعة العضوية وعلى درجات حرارة متدنية لا تتجاوز 30 درجة مئوية.

وأشار المسالمة إلى أن تعبئة الزيوت تتم بعبوات مستوفية للشروط الفنية والصحية حيث يلصق عليها بطاقة تحدد فيها موعد القطاف والعصر وأصناف الزيتون والأوزان موضحاً أنه يتم سنوياً مسك سجلات خاصة لتوثيق العمليات الزراعية والاستفادة من نتائجها خلال المواسم اللاحقة.

وعن الإنتاجية السنوية للمزرعة العضوية بدرعا من مادتي الزيتون والزيت قال المسالمة إن الإنتاجية تتفاوت بين عام وآخر حيث يبلغ الإنتاج السنوي نحو 400 طن من الزيتون و80 طناً من الزيت لافتاً إلى أهمية فتح أبواب جديدة لتصريف المنتج وتهيئة الظروف الملائمة للزراعة العضوية ونشرها وتعميمها بين المزارعين وتأمين كل المستلزمات المتعلقة بإنجاحها.

أما الصعوبات التي تعترض عمل المزرعة العضوية فتتمثل بعدم وجود خطة تسويقية محددة للمنتج العضوي وعدم وجود ثقافة كافية لدى المواطنين بأهمية الزراعة العضوية صحياً وبيئياً وارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج وخاصة المحروقات التي تستخدم في تشغيل الآبار الارتوازية لسقاية الأشجار.

من جانبه بين المهندس محمد الشحادات رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة درعا أن نظام الزراعة العضوية يعتمد بشكل أساسي على استخدام المواد العضوية مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة المناخ ومدى خلو المنطقة من الملوثات ونتائج تحليل التربة واعتماد سجلات خاصة بهذه الزراعة إضافة إلى تأمين مصدر مائي وأماكن للسماد العضوي مع ضمان وصول الطاقة الشمسية لكل أجزاء الشجرة.

وأشار الشحادات إلى أن المزرعة العضوية بدرعا تعتبر نموذجاً ناجحاً للنظام العضوي حيث تنفذ فيها كل العمليات الزراعية العلمية وجميع النشاطات الإرشادية والأيام الحقلية والبيانات العملية المتعلقة بالمزرعة العضوية مبيناً أن المزرعة حصلت على الشهادة العضوية من محطة بحوث الشرق الأوسط للزراعة العضوية عام 2003.

من جهته أوضح المهندس عبد الفتاح الرحال رئيس دائرة وقاية النبات بمديرية زراعة درعا أن نظام الزراعة العضوية يعتمد بشكل أساسي على ترشيد استخدام المبيدات ومكافحة الآفات الحشرية باستخدام المواد العضوية والمصائد الفرمونية والغذائية الجاذبة واتباع العمليات الزراعية المناسبة موضحاً أن هذا النظام يحافظ على سلامة الأعداء الحيوية ويتيح لها الفرصة بأخذ دورها المهم في القضاء على الحشرات والآفات الضارة.

وأضاف الرحال أن اتباع نظام الزراعة العضوية يسهم في الوصول إلى منتج نظيف بيئياً وخال من الأثر المتبقي للمبيدات والحفاظ على سلامة البيئة وحمايتها من خلال التقليل من الاستخدام العشوائي للمبيدات داعياً إلى أهمية استخدام المصائد في عمليات المكافحة واستقرائها بشكل منتظم.

وعن الأهمية الطبية والغذائية لإنتاج الزيتون العضوي من الثمار والزيت قال المهندس أيمن المصري أخصائي تغذية إن المنتج العضوي من الزيتون والزيت يتمتع بقيمته الغذائية العالية نظراً لاحتوائه على أهم العناصر الغذائية الأساسية كالفيتامينات والبروتينات والأحماض الدهنية والمواد السكرية موضحاً أن تناول المنتجات العضوية يفيد في وقاية الجسم من العديد من الأمراض الخطيرة التي تصيب القلب والشرايين والأعصاب

اخبار حصرية لن تجدوها الا في منتدى مدينة طفس

جميع الاراء والمواضيع والمشاركات تعبر عن راي كاتبيها وليس للادارة علاقة بها

منتدى مدينة طفس الاقوى والاميز في عالم الانترنت بمواضيعه واعضائه

مزرعة الزيتون العضوية بدرعا تطبيقات زراعية ناجحة ونموذج متميز في الحفاظ على سلامة البيئة

مزرعة الزيتون العضوية بدرعا تطبيقات زراعية ناجحة ونموذج متميز في الحفاظ على سلامة البيئة