أغلق أبو شاكر الجدل الدائر منذ فترة ليست بالقصيرة حول وجوده على رأس الجهاز الفني في الفريق الأول بنادي الكرامة, بتقديمه استقالته أمس عقب التعادل الخسارة مع العروبة العماني..



كانت الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها أبو شاكر كفيلة برحيله عن النادي رغم تصدر الفريق مرحلة الذهاب

ربما تأخر أبو شاكر بتقديمه الاستقالة حتى سمع ماسمع من الجمهور من شتائم غير لائقة لايرضى بها الله أولاً, ولا يرضى بها كل كرماوي مخلص لفريقه..

لكن الاستقالة جاءت كنتيجة حتمية لتردي أوضاع الفريق في الأداء وبعض النتائج رغم التصدر المحلي على فرق ضعيفة كشفها لقاؤنا الأول مع فريق خليجي يوصف بدون المتوسط, والذي وضع الكرامة في حجمه الحقيقي الحالي..

وكانت شعبية أبو شاكر قد سجلت في الآونة الأخيرة أدنى معدلاتها, بعد فترة ذهبية على الصعيد الشخصي للرجل, والتي أسهمت على مايبدو في بناء هالة من الأشخاص الذين حولوا الرجل المتواضع لشخص مقدس وخط أحمر, عزلوه عن الجمهور المحب, وأصبحوا يغذون في نفسه أنه على صواب دوماً, وأن الخطأ لايجد طريقاً له..

وقد لمس الجمهور هذا الأمر في تصريحات أبي شاكر الذي كانت غاية في التواضع واحترام الخصم, بل وصل به الأمر إلى الاعتذار من جمهور الكرامة على ضياع لقب آسيا بعد أخطاء ساذجة من لاعبيه.

لكنه بعد سلسلة النجاحات أصبح يلقي باللائمة على اللاعبين وعلى الفراغ الاداري والترميم, بل أدخل نفسه في دوامة الإدارة ومشاكلها دون أن يعزل نفسه وجهازه الفني عن هذا الشأن, وأصبحت تصريحاته تمنع أحداً من مناقشته إلا إذا كان حاملاً لشهادات تدريبية, وتغيب لفترات طويلة عن ساحة الاعلام, ورفض الاجابة عن تساؤلات الجمهور..

الاستقالة كانت لحظة شجاعة من أبي شاكر, لحظة عصيبة, وقراراً جريئاً, لايقوم به إلا الرجال..

رحل أبو شاكر... رحل الرجل الذي بصم في تاريخ الكرامة كما لم يفعل أحد من قبل, رحل عراب الانجازات, رحل محط الأنظار وقبلة الإعلام, وحديث الشارع الرياضي..

السقطة الكبيرة التي وقع بها الجمهور هي الطريقة غير اللائقة التي دفع بها أبو شاكر نحو الاستقالة, فالانتقاد لايصح بالشتم والسب والبذاءة, لابد أن نعتذر للرجل عن كل أحمق خرجت من فمه كلمة سوء وشتيمة في وجه أبي شاكر.

أبو شاكر رجل الانجازات الأول في نادي الكرامة, يستحق خروجاً مشرفاً, ويستحق تكريماً غير مسبوق, ومنصباً شرفياً دائماً في نادي الكرامة كمستشار أو كرئيس فخري..

لقد عشنا مع أبي شاكر أجمل أيام الكرامة, أيام لاتنسى, صولات آسيا وجولاتها, بطولات محلية غزيرة, لم نبارح منصات التتويج مع أبي شاكر, ولم نصل إلى نهائيين لبطولتين قاريتين إلا معه, ولم نحقق الثنائية ثلاث مرات متتالية إلا معه.

نعم انتقدنا وننتقد بعضاً من أساليبه, وننتقد تشكيلته, وننتقد تبديلاته, لكن كل هذا لايمنعنا من التفكير دوماً في أجمل ذكريات كرماوية منذ تأسيس هذا النادي, وأن أحد أهم صانعيها رجل يدعى محمد قويض..

أتمنى ألا يبتعد أبو شاكر عن النادي, وأن يظل قريباً منه, ممارساً دوره الأساسي في إضفاء جو من المحبة والإلفة بين أركانه, وأن يعيد بعلاقاته وتواضعه علاقات جميع أبنائه به وببعضهم, متناسياً خلافات الأعوام الماضية, وأن يشرف على جميع فئات النادي وليس فقط الرجال, ليتعرف على صغار نادي الكرامة وشبانهم وأن يدعم حظوظهم في تمثيل الفريق بدلاً من الاستعانة بلاعبين أجانب لايتفوقون عليهم مستوى ولامحبة لهذا النادي..

وعلى الرغم من محبتي الكبيرة لأبي شاكر, أتمنى ألا يستمع إلى محبيه وألا يعدل عن استقالته, لأن في ذلك ظلم لنفسه أولاً, وأن يأخذ استراحة المحارب كما سماها, وأن يراجع شريط الموسمين الماضيين, ويدعم خبرته الكبيرة بآفاق أوسع.



أبو شاكر العزيز

أنت ركن من أركان الكرامة, وبصمة في تاريخه تأبى النسيان